ولد في ناحية عينكاوة – محافظة اربيل – في 20-4-1952. من عائلة فقيرة متواضعة حيث كان الوالد يعمل في مجال الزراعة انذاك و عدد افراد الاسرة 11 شخصا مكون من ستة بنات وثلاثة شباب زائداً الوالد والوالدة وكان لدينا معيل واحد وهو الوالد فقط. وبعد ان اكملت الثالثة من عمري انتقلنا الى مدينة كركوك حيث عمل الوالد في شركة النفط ( اي بي سي ) وكان ايضاَ يعمل في مجال الزراعة بعد الدوام وايضا كان له دراية جيدة في معالجة الكسور واللوزتين وغيرها بالرغم انه كان اميا ولم يدخل اي مدرسة. كان الوالد رجلا ذكيا و يحب العمل و عائلته. اما الوالدة كانت ربة بيت ممتازة ومدبرة جيدة و يسرني ان اذكر ان صوتها كان جميل جدا وكان الاثنان منصفين بكل شي تجاهنا.
في عام 1958 دخلت مدرسة التاخي الابتدائية بكركوك حيث شاركت بأنشطة المدرسة الفنية والرياضية حيث كان مدرس النشيد على طول يختارني لاداء النشيد اثناء اداء تحية العلم بشكل انفرادي. اعتقد ان من هنا بدأت خطوتي الاولى نحو الفن وكان الفضل لمدرس النشيد حيث زرع في نفسي الثقة بالرغم من عمري الصغير (لايتجاوز الثامنة). وسوف اتكلم عن مجال الرياضة بالتفصيل في صفحة الرياضة لهذا الموقع. بعد اكمالي المرحلة الابتدائية ودخولي المرحلة المتوسطة ( متوسطة الحكمة ) شاء القدر ان التقيت بالاخ يوسف العينكاوي وطلب مني المشاركة بالغناء ضمن فريق الكشافة ( سكاوت ) وكانت هناك لجنة تقوم بفحص الاصوات واللحن والكلمات وان اجتازيت هذا الاختبار كنت اقدر على ان اشارك في البرنامج الكشافي لاداء الاغنية السريانية او الاثورية او الكلدانية وانا بدوري قبلت هذه الفكرة ( كان هناك شخص اخر قدم لاداء اللون السرياني وهو الاخ سمير كوركيس وهو الان دكتور في كركوك الله يطيل بعمره ) وبعد النجاح في الاختبار اخترت من فبل اللجنة لاداء الاغنية في تلفزيون كركوك وكان هذا التلفزيون حديثاً والبث مباشرا من دون تسجيل مسبق.
كنت خائفا جدا و كانت هذه أول تجربة لي في هذا المجال ومما يزيد الصعوبة اكثر ان التسجيل هو حي ولكن ثقتي بنفسي وثقة الاهل والاصدقاء بي كان دافعا قويا مما هون وبدد هذه الصعوبات. وفي يوم التسجيل (سنة 1967 في كركوك) حصلت مفاجئة لم تكن في خاطر البالو هو ان حامل اوتار لاحدى الات الكمان قد خرج من مكانه اثناء اداء الاغنية مما اصدر دوياَ قوياَ داخل الاستوديو رغم اننا استمرينا بالاغنية حتى النهاية هذا بالاضافة اننا كنا امام المشاهدين ولا يمكننا التوقف وبالرغم من كل هذا, خرجت الاغنية بمستوى جيد جدا والدليل انه في اليوم الثاني بداء الجمهور يسال من هو هذا المطرب والاهم من هذا انها كانت اول مرة بتاريخ السريان يظهر عمل سرياني على شاشة التلفزيون و كنت انا أول مطرب سرياني يظهر على شاشة التلفزيون وكانت الاغنية بعنوان (سوريتا من دمي خالبيوت مني) وعلى اثرها لم اخرج من الدار لمدة ثلاثة ايام ولا حتى الى المدرسة وفي اليوم الرابع واذ بمدير المدرسة واقف امام دارنا ويسال الوالد عني ويريد معرفة سبب غيابي عن المدرسة وبعدها شرحت له السبب ومدى خجلي ولكن تشجيعه لي كان حافزاً قوياً للذهاب الى المدرسة. لا اعرف كيف اوصف شعوري للاستقبال والحفاوة التي حضيت به من قبل الاساتذة والاخوة الطلاب. كل هذا التشجيع ولد في داخلي الحماس والمضي في مجال الفن وما يترتب عليه.
من بعد هذا الحماس والتشجيع من قبل الاصدقاء والاقرباء بالاضافة الى رغبتي الشديدة بهذا المجال, بدأت أول خطوة حيث عملت اغنية ثانية وباللغة الكلدانية بعنوان ( يثيلي مأورخا رحوقتا ) من الحان الاستاذ جورج عبدالمسيح وشاركنا بالكلمات مع الوالدة (رحمها الله) وكانت من مقام الصبا. وكانت هذه الاغنية المدخل الحقيقي والخطوة الاولى في مجال الغناء ولكن كنت احس هناك شيء ينقصني لان دخولي في هذا المجال ليس بالامر السهل وجب علي ان اتسلح بالعلم والموسيقى حتى استطيع الصمود والاستمرار والتجديد والابداع في هذا المجال. ولكني بالحقيقة كنت اهوى الرياضة اكثر من الفن في بادئ الامر بالرغم من انني لم احقق شي يذكر في مجال الرياضة فقد كانت شهرتي محدودة على نطاق مدينة كركوك فقط.
عندما التقيت باللفنان المرحوم اوشانا جنو, تغيير مجرى حياتي وخاصة في مجال الغناء حيث كان لي الاخ والصديق والرافد الاصيل في مجال التلحين و التأليف. وهنا اريد ان اقول شيئا عن المرحوم اوشانا. يعتبر من قلائل الفنانيين المبدعين لانه كان طاقة وخزين في مجال التلحين والذي يندر وجوده في هذه الايام لانه كان صادقا ومخلصا بفنه وكان يريد ايصالها الى المستمع بصدق وامان واخلاص والدليل ان الحانه واغانيه هي خير شهادة على ذلك لانها الحان صادقة ومبتكرة ولانه كان يخلق شيء جديد ويبدع به ولكن مع الاسف حكمة الرب فوق كل شي مما غادرنا قبل اوانه ولم تتحقق احلامه الا القليل منها.
وبقينا نتعاون سوية ولحن لي احلى الاغاني واروعها مثل (دسبور يالبي, ايناتي كخكينا, سوكلتي يمي, شقلي مناخ شقلي, درقودون درقودون) وغيرها من الاغاني وكلها نالت اعجاب واستحسان الجمهور انذاك ولحد الان هذه الاغاني مطلوبة سواء في الحفلات او الجلسات الخاصة. واستمرينا نعمل سوية حتى عام 1997 عندها افترقنا حيث انا غادرت العراق الى سوريا ومنها الى كندا. و قد استمريت في الفن وكنت اتنقل ما بين عينكاوة وكركوك حيث العطلة الصيفية وكنت ازور بيت خالي واقضي العطلة الصيفية عندهم وكنت اشارك في حفلات الاعراس هناك حيث كنت اغني على انغام "الصفكة" حيث كنت الحفلات اكثرها شعبية وبسيطة (بعد الانتهاء من مراسيم الزواج والدبكات على انغام الطبل والزورنة في الليل والهدوء كان المدعوين يكملون السهرة اما على السطوح او في باحة البيت الواسعة ومن هنا يبدا الغناء والاخرون يستمعون للمطربين ولما يجودون به من الاغاني) وهذا النوع من الاداء اعطى صوتي القوة لان الغناء كان من دون مايكروفون ومن دون اي جهاز صوت. وايضا شاركت في الكثير من حفلات الاندية في كركوك حيث مقر اقامتي وبعد اكمال دراستي الاعدادية في كركوك الفرع العلمي انقبلت حسب التوزيع المركزي في معهد الادارة (قسم المحاسبة) ولو كانت رغبتي في كلية التربية الرياضية ولكن للسياسة احكام. وبعد قبولي في المعهد وانتقالي الى بغداد تغيرت حياتي وبدأ اهتمامي بالفن يزداد حيث ازدادت مشاركتي بحفلا ت المعهد وكانت اكثر مشاركاتي بالغناء العربي حيث كنت مقلدا للفنانين الكبار امثال الفنان صباح فخري وغيرهم لاني منذ بدايتي كنت اعشق الطرب وحتى اصبح الناس والاصدقاء والمقربين يلقبونني (جورج فخري) لأني كنت اجيد تقليد واداء القدود الحلبية بالأضافة الى الفولكلور والاغاني العراقية.
هذا كله اضاف الى حنجرتي قليلا من التمارين والممارسة ولكني كنت محتاجاً الى ان اتوج مسيرتي بالدراسة والعزف على الة موسيقية. وفي عام 1973 انقبلت كمطرب في الاذاعة السريانية وفي 14-3–1973 سجلت اول اغنية بالسريانية بعنوان (ايناتي كخكينا) وكانت من كلمات والحان الفنان المبدع المرحوم اوشانا جنو وهذه الاغنية كانت السبب لدخولي للفن بصفة رسمية كمطرب محترف. اول اجر تقاضيته من تسجيل الاغنية كان 14 دينار عراقي. وبعد مرور فترة من الزمن واقامتي ببغداد ودراستي بالمعهد قدمت, بالعضوية الى نادي اور العائلي ومنها جاء انطلاقي ونشاطاتي الفنية ولكنها كانت محدودة ومقيدة لاسباب عديدة منها عدم امتلاكي لفرقة موسيقية لتؤدي اعمالي الفنية بالاضافة لعدم الامكانية لي على العزف على الة موسيقية وايضاً عدم تعاون الفنانين وخاصة الفرق الموسيقية الموجودة انذاك بالاندية العائلية مما اضطرني لتأسيس فرقة موسيقية خاصة بي لتؤدي جميع اعمالي وبصورة جيدة. وفي تلك الفترة وصل الاخ اوشانا جنو الى بغداد و انقبل في كلية الفنون الجميلة وكان هذا سند قوي لي وخاصة لأن الاخ المرحوم كان يجيد العزف على الة الكيتار ولهذا قررنا سوية بتأسيس فرقة موسيقة وكان اعضائها من طلاب المعهد الذي انتميت اليه وهم (الاخ اوشانا – كيتار , والاخ ادور خوشابا – بيز كيتار, والاخ افاك – عازف الاوركن, والاخ فيليكس اسطيفان – درامز) تحت اسم فرقة الشموع.